قول سفيان بن عيينة: (ما ستر الله أحداً...)
قال: [قال سفيان بن عيينة رحمه الله: [ما ستر الله أحداً يكذب في الحديث] ]. فالمشاهد في أحوال الناس أن رجلاً قد يكذب على ملك من الملوك، أو عظيم من العظماء، ويمكن له أن يعيش ويذكر ويحمد، وربما ظل ذلك قروناً قد يعلم وقد لا يعلم، وإذا علم يعلم بعد انقضاء الأمر وانتهائه، فلا يفيد ذلك شيئاً، أما من كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله تبارك وتعالى يفضحه في الدنيا والآخرة؛ لأنه كما قال صلى الله عليه وسلم: ( إن كذباً عليَّ ليس ككذب على غيري )؛ لأن كلامه صلى الله عليه وسلم بلاغ عن الله عز وجل، فمن كذب على رسول الله فقد نسب إلى الله ما لم يشرعه، وما لم يأذن به، وما لم يأمر به؛ فلذلك الله تبارك وتعالى بنفسه يفضح ويبين كذب هذا المفتري على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالوضاعون من أشهر الناس، وأعرف الناس، وإذا تأمل الإنسان، الكتب الذي تعرضت للأحاديث الموضوعة أو تعرضت للرجال مثل: كتاب المجروحين أو غيره يعجب مما يصف به بعض العلماء كذب هؤلاء الكذابين، إذ إنهم كانوا غاية في الكذب والعياذ بالله، وقد أخزاهم الله تعالى، وفضحهم في الدنيا وكذلك هم في الآخرة.